تموج الأنهار، وتنخفض الوديان، وتنحني الأغصان ...

تعلِّمنا الطبيعة الأم أنه لا توجد خطوط مستقيمة في الطبيعة وتنطبق هذه الفلسفة نفسها على رحلاتنا الاستشفائية.

عادةً ما نتوقع أن تمضي عمليات العبور دون مصاعب في الوقت الذي تكون فيه - في واقع الأمر - مليئة بالمُنعطفات وتشهد العديد من التقلبات. لقد سمعنا هذه العبارة مراراً وتكراراً: التعافي ليس خطاً مستقيماً؛ فرحلة التعافي تُشبه خطاً لولبياً تصاعدياً، ونحن نعالج الأمور دورياً مثل فصول السنة، وفي كل مرة نوشك على الوصول إلى مرحلة التعافي، نُزيح عن كاهلنا حملاً آخر ونقترب أكثر من ارتقائنا الشخصي.

تُبين لنا الطبيعة أنه في سبيل تحقيق الازدهار، علينا أن نخوض مواقف مؤلمة ومزعجة وألا نقاوم التحوُّل. يجب أن نثق بما تخبئه لنا حياتنا، فدائماً ما تقودنا إلى يقظتنا الروحية وارتقائنا، حتى في الأوقات التي نبدو فيها وكأننا ضللنا طريقنا، فالثقة هي محور الرحلة. 

تُستخدم "بدون خطوط مستقيمة"، كبطانية ثقيلة للتأمل، ويمكن استخدامها أيضاً كدثار في وضعية "شافاسانا" أو كما يطلق عليها "وضعية الجثة" خلال تمارين اليوغا أو تمارين التنفس، أو كبطانية منزلية عادية، أو كقطعة ديكور تُزين الأريكة، أو كمفرش سرير.

وقد تبلور مفهومها مع أخذ العافية بالاعتبار. وتتميز البطانية بوزن ثقيل لتهدئة استجابة الكر أو الفر، وتنشيط الجهاز العصبي اللاودي. وقد تم تصميمها بآليتي ربط مختلفتين حتى يمكن ارتداؤها خلال التأمل أو أثناء الوقوف. استُمدت هذه الصورة من نقشة ورقة زهرة فرانجيباني (البلوميريا)؛ إجلالاً لمعلمنا الأكبر.

في الوقت الذي نسعى فيه جاهدين لنقترب من صفر نفايات خلال عملية الإنتاج، ابتُكر المشروع وفقاً لمبادئ الاستدامة. واستُخدمت مواد عضوية طبيعية، مثل الكتان المغسول بالحجارة والقطن المُعاد تدويره، لصنع هذه البطانيات. إنها في الواقع مصنوعة يدوياً بعناية فائقة بيد الخيَّاطات المحترفات لدى "قرى الأطفال العالمية إس أو إس"، وهي منظمة غير حكومية تدعم الأطفال والأسر واللاجئين في لبنان. تُعد عملية لف الخيوط القطنية بدقة في لولب حول الحبال ثم خياطتها يدوياً على القماش ممارسة تأمُّلية في حد ذاتها وتتطلب اليقظة وصفاء الذهن.

تأتي البطانية باللون الأزرق (بطانية خفيفة)، واللون البيج (بطانية خفيفة)، واللون الأخضر. 

باولا صقر هي مصممةٌ متعددةُ التخصصات حاصلة على عدة جوائز من لبنان. 

بعد تخرجها بمرتبة الشرف في الأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة وحصولها على شهادة البكالوريوس في تصميم المنتجات عام 2016، بدأت باولا ممارستها الفنية عندما أسست استوديو باولا صقر في بيروت، قبل أن تنتقل إلى دبي في أكتوبر 2020، حيث واصلت تقديم أعمالها. 

تتمتع الفنانة بشغف كبير للبحث والتجربة، وتؤمن بالابتكار والبساطة الدائمين؛ وهما عنصران يظهران في النهج الذي تتّبعه للوصول إلى المادية. وتميل إلى تحويل الوسيط الفني إلى الرسالة التي تدمجها في مشروعاتها. 

تصف باولا عملها بأنه "تصميم عاطفي"؛ لأن منتجاتها الفنية دائماً ما تنطوي على قصة أو شعور ما ترغب في نقله إلى الجمهور، مع حفاظها على جانبها العملي.