ذو أبعاد أسطورية
مهشد رافعي
يتناول المشروع أسطورة القرصنة في الخليج العربي خلال القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر عندما أطلق البريطانيون على الساحل الجنوبي اسم "ساحل القراصنة" لنزع الشرعية عن حكام الخليج الأصليين وتوسيع نطاق حكمهم الإقليمي والتجاري من المحيط الهندي إلى الخليج العربي. يستكشف المشروع أيضاً تأثير تسمية المشروعات في ظل الحكم الاستعماري، خاصة استخدام تسميات استعمارية مغايرة لتعظيم التصورات العنصرية في المخيلة. يحاول المشروع تحديد سلالة من التحيزات الكامنة في اللغة أثناء التفكير في القرصنة بوصفها قصصاً غير نمطية وموازية للقوالب السائدة. ويضم المشروع دراسات متواصلة حول تاريخ التدخلات الإنجليزية المتواصلة في الخليج فيما يتعلق بالتسميات واختلاق الأساطير وتكوين الصور بوصفها أدوات لتيسير عملية تشكيل المخيلة الاستعمارية.
تتناول الدراسة تاريخ الخليج العربي في الفترة بين 1760 و1850، وتركز بشكل أكبر على الفترة المحورية في مطلع القرن التاسع عشر (1790-1820) عند ظهور الأساطير الخاصة بالقراصنة وإطلاق اسم "ساحل القراصنة". وتعرض الدراسة الروايات التاريخية بداية من هذه الفترة من منظور الرحالة المحليين والاستعماريين والمؤرخين وعملاء شركة الهند الشرقية، بالإضافة إلى توسعها لتضم تحليلات فترة ما بعد الاستعمار لتاريخ الشعوب التي تجوب البحار في الخليج العربي وغرب المحيط الهندي.
تم إطلاق اسم "ساحل القراصنة" على المنطقة لتبرير الهجمات البريطانية، ومن ثم تُعقد هدنة. سُميت المنطقة بعد ذلك "الساحل المتصالح"، وأصبحت فيما بعد "الإمارات المتصالحة"، وحالياً معروفة باسم الإمارات العربية المتحدة. شكلت الروايات التاريخية أماكن لتجزئة الآثار الناتجة عن إطلاق اسم "ساحل القراصنة"، ويمثل اللغة محور هذا المشروع. يستعرض المشروع أيضاً عمليات التجريد أثناء إطلاق الأسماء عن طريق الاطلاع على النظريات الجمالية للمجازية والرمزية السائدة في الفلسفة الغربية خلال هذه الفترة. وتتمحور هذه النظريات حول الأشياء المتعالية التي تخلق معادلة سامية مشوهة بين المظهر والجوهر حيث يشكل الرمز والاسم واسم العلم معناً متسامياً ربما كان حقيقاً عليه تمثيله. وبالمثل، استمد اسم "ساحل القراصنة" قوته من خلال الارتباط الصريح بالموقع. وتمت المصادقة على الارتباط عندما نهبت شركة الهند الشرقية قرية رأس الخيمة في 1819 بمساعدة البحرية البريطانية.
امتزج الاسم والموقع مع بعضهما لاختلاق الأسطورة.
ورق جرافيت، 2020
جرافيت على ورق شفاف
36 × 60 إنش (غير مطوية)
بإذن من الفنان
يوجد العديد من المواقع الأثرية في الشارقة ورأس الخيمة التي ورد ذكرها في أسطورة "ساحل القراصنة" وأخرى لم ترد، بما في ذلك مليحة وقلعة ضاية والجزيرة الحمراء وحصن المزرع. وتعطى هذه المواقع فكرة عن منهج الشارقة ورأس الخيمة المتبع إزاء الحفاظ على المعالم والمواقع الأثرية والحكايات الوطنية. في حال ترميم أحد المواقع، يشير هذا الأمر إلى إعادة بنائه و/ أو "تشيده" في السنوات الأخيرة "لتعرض للشعوب أماكن وأحوال [هذه المباني] في السابق" وفقاً للمرشد السياحي في مركز مليحة للآثار. وبفضل عمليات الترميم، تعود المباني إلى ما كانت عليه في سابق عهدها.
"تعبّر الأسماء والكلمات ذات الأحرف الكبيرة عن النواحي الجمالية، مثل الرمز والمجاز اللذين يؤكدان على تصورات الأشخاص أو الأشياء أو العلاقات بوصفها قطعة فنية؛ مما يؤكد على الاستقرار وإعادة الإنتاجية والتقدير. وبالنسبة لحالة القراصنة في الخليج، تم استخدام كلتا الوظيفتين الجماليتين معاً؛ لتيسير عملية صنع العالم الاستعماري. إذا كانت القرصنة نقيض الامبراطورية، فقد أضفت القوة الاستعمارية شرعية على طابع القراصنة المخالف للقوانين عن طريق إطلاق اسم ساحل القراصنة على المنطقة".— ذو أبعاد أسطورية, مهشد رافعي |
مهشد رفيعي ,"ورق جرافيت"، 2020
جرافيت على ورق شفاف
36 × 60 إنش (غير مطوية)
بإذن من الفنان
About the Resident
تراعي مهشد رفيعي في أعمالها العملية التي يمكن أن تلتحم فيها المادة والصورة لدرجة تعظيمهما لتوقعات الصور المتحيزة. وقد تم عرض أعمالها في معرض فنون فريبورج في مدينة فريبورج (2018)، وغرفة روهم (Rheum) في مدينة بازل (2018)، ومعرض فنون الصور في تورنتو (2016)، ومكتبة كاشنيل (Libreria Cascianelli) في روما (2015). وتمت استضافة المشاريع التعاونية والمتجولة في مؤسسة ميرسر يونيون في تورنتو (2018)، ومراجعة فنية مؤقتة عبر الإنترنت (2016)، ومركز نوكداون (Knockdown Centre) في نيويورك (2013). شاركت مهشد في لقاء مارس 2019: مغادرة غرفة الصدى في مؤسسة الشارقة للفنون. وقد شغلت عدة إقامات فنية، منها جلسات الربيع في عمان، و دارلينج فاوندري (Darling Foundry) في مونتريال.
مهشد رفيعي, (دراسة من أجل المرآة)، 2021
مرآة
تقريباً 10 × 10 × 9 إنش
بإذن من الفنان
أدت هذه الدراسة إلى تحليل كيفية تيسير التقنيات الجمالية والأدبية لعملية صنع عالم استعماري، وأتاحت فهم آلية عمل هذه التقنيات كأدوات للمعارضة والنقد. من خلال إحالة المعنى - أو تفسير التسامي - تستحدث المجازية نسخة تسمح للمعارضة بأن تطفو. تتحدى هذه الدراسة ادعاء تمثل الحقيقة والمفاهيم المتمرة بشأن الأصالة والتخصيص. تتألف الدراسة من مقال يتتبع الحركات اللغوية الواردة هنا.
لا يزال ارتباط الاسم والموقع والأسطورة مستمراً، إلا أنه تطور لاستكشاف العلاقة بين الأنساب المادية واللغوية، خاصة الكلمات المتشابهة والمتلازمات اللفظية.
مهشد رفيعي, (دراسة من أجل المرآة)، 2021
مرآة
تقريباً 10 × 10 × 9 إنش
بإذن من الفنان