يعد تجليد الكتب أحد أقدم التقاليد الفنية والعملية التي عرفتها البشرية، بدءاً من مخطوطات سعف النخيل في جنوب آسيا وصولاً إلى أول المدوّنات المجلّدة في حوض المتوسط. وعلى مر القرون، تطور ليصبح حرفة وشكلاً فنياً على حدّ سواء: فيشمل الخياطة الدقيقة للصفحات، والطيّ المتأنّي للورق، وتشكيل أغلفة الكتب التي تحفظ ذكرياتنا وحكاياتنا ومعارفنا.
ونعيد في جلسة الاستوديو هذه، إحياء ممارسات تجليد الكتب العريقة، وإدخالها في صميم حياتنا اليومية. إذ يستكشف المشاركون تقنيات بسيطة ولكنها عريقة ومعتمدة مثل التجليد بالخياطة، وبالدبابيس، وبالشريط اللاصق.
باستخدام المخزون المتوفر من الأوراق المصنوعة يدوياً والمتبرّع بها من ورشة صناعة الورق الأسبوع الماضي، أو باستخدام المطبوعات والمواد المهملة المعاد تدويرها من المعرض، والمجلات، والصحف، ستتعلّمون كيف تجلّدون كتبكم الخاصة بالخياطة، أو بالدبابيس، أو بالشريط اللاصق. وبانتهاء الورشة، تغادرون وفي حوزتكم عملاً من صنع أيديكم، يجمع بين الوظيفة والفن، يحمل ثقل أيديكم وجماحة خيالكم، بينما تضيفون قصصكم إلى سلالة طويلة من الصانعين.
نبذة عن المدربين:
عائشة فرنانديز فنانة بصرية ومصممة تحمل شهادة البكالوريوس في الاتصال البصري من الجامعة الأمريكية في الشارقة. تستمد أعمالها الإلهام من حساسية عميقة تجاه التفاعلات الدقيقة والحميمية مع محيطها، بدءاً من حركات الجذور في باطن الأرض وأصوات العناصر الحية وغير الحية في أعماق المياه، وصولاً إلى الإيقاعات الخفية للطبيعة. تستكشف عائشة هذه الجوانب من خلال الخصائص المادية للوسائط غير التقليدية، وغالباً ما تدمج بين العمليات الرقمية والتناظرية لخلق أعمال تترجم هذه الديناميكيات، وهي زميلة في الدفعة الثانية عشر من برنامج سلامة بنت حمدان للفنانين الناشئين وعضو سابق في الدفعة السادسة من برنامج التجميع الشبابي في مركز فن جميل.