معارض

في السنا والموج وما بقى

1 نوفمبر - 26 أبريل

احجزوا الآن
في السنا والموج وما بقى

يستكشف معرض "في السنا والموج وما بقى" التفاصيل التي أسهمت في تشكيل ممارسات تنظيم المعارض والإنتاج الفني في دولة الإمارات خلال العقد الماضي، وما أثّر فيها من انطباعاتٍ ما تزال حاضرة، وآثارٍ لصور طُبِعت في الذاكرة، وبقايا ملموسة فمنذ عام 2015، تطوّر المشهد الفني المحلي ليصبح منظومة ديناميكية تميّزت بظهور المبادرات الفنية المستقلة التي يقودها الفنانون، وتوسع الدعم المؤسسي، وازدياد الحضور على الساحة العالمية من خلال البيناليهات والمعارض الفنية والدبلوماسية الثقافية. كما شهدت هذه الفترة تماهياً أعمق مع التواريخ الإقليمية والهوية والسرديات المناهضة للاستعمار، وهو ما تجلّى عبر المنصات المؤسسية والمستقلة على حدّ سواء. ينطلق المعرض من ثلاث رؤى تقييمية متقاطعة، تتناول الزمن كثيمة مركزية، حيث تستعرض منيرة الصايغ صدى الماضي وتردّداته، بينما تتناول نادين خليل أثر اللحظات العابرة وظلالها المستمرة، ويقدّم مرتضى فالي قراءات نقدية متواصلة لمفاهيم التسليع والحضور المادي.

 

يتزامن المعرض مع الذكرى السنوية العاشرة على تأسيس مجمع 421 للفنون، مقدماً مساحة للتأمل في الممارسات الفنية التي نشأت في دولة الإمارات العربية المتحدة، بما تنطوي عليه من إمكانيات وتحديات مستقبلية. ويقدّم طيفاً واسعاً من الأعمال الإبداعية التي تتنوع بين عروض الفيديو، وفنون الأداء، والأعمال التركيبية، والوسائط المتعددة، ممهداً الطريق أمام حوارات تتناول معنى الإنتاج الفني في الإمارات اليوم، وذلك من منظور الفنانين الناشئين والمجموعات الفنية والمبادرات المجتمعية المستقلة، وصولاً إلى الدور المؤثر للمؤسسات الثقافية التي دعمت هذه التجارب ومكّنتها.

 

تستند منيرة الصايغ في فصلها "الطريق نحو المنتصف"، إلى طبيعة التوسع التي ترافق تأثير التموجات التي يُحدثها الحجر في الماء، وتُسقط هذا التصوّر على المشهد الفني في دولة الإمارات خلال العقد الأخير. ومن خلال هذه العدسة، تتتبّع الصايغ أثر شخصيات ومبادرات محورية ساهمت بعطائها في إحداث بصمة مديدة، وشكّلت محطات مفصلية في تطوّر المشهد الفني، وألقت الضوء على ما سبقها من لحظات تأسيسية. يضم هذا الفصل أعمالاً لفنانين ومساحات فنية من أمثال طارق الغصين، أديا بيا تسيبسته، خالد اسجيرا، لمياء قرقاش، محمد أحمد إبراهيم، أوغسته نوميكايته، بيت 15.

 

وتتأمل نادين خليل في فصلها "أشباح الوصول"، أي بعد فترة من الزخم الفني، والمخاطرة، والطاقة التي باتت اليوم محاطة بهالة أسطورية، والتي أسهمت في تشكيل النتاج الثقافي في دولة الإمارات منذ أوائل الألفية وحتى منتصف العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين. وبصفتها كاتبة وباحثة انخرطت في المشهد بعد تلك المرحلة التأسيسية، تتقصّى خليل البنى الأكثر هدوءاً التي ما تزال تؤثر في الحاضر. وبدلاً من إعادة تمثيل الماضي أو تمجيده، تشير إلى تحوّل ذاكرة المخاطرة بحد ذاتها إلى مادة تغذّي ممارسات صناعة الفن وتنظيم المعارض في الوقت الراهن. يضم هذا الفصل أعمالاً لفنانين ومجموعات فنية من أمثال : طارق الغصين، منى عياش ونادين غندور، لوسيندا تشايلدز، سارة ومارينا ضاهر وكريستالينا بارا، بيت جمعة، هاشل اللمكي، سارة نعيم، إسحاق سوليفان.

 

في فصله المعنون "شمس™"، يجمع مرتضى فالي أعمالاً فنية أُنتجت وعُرضت منذ عام 2015، تتمحور حول فكرة الشمس وتجربتها. فالشمس، باعتبارها مصدر كل حياة، ارتبطت تقليدياً بمفاهيم الحياة والسعادة، يحدد نورها وحركتها تعاقب الفصول وإيقاع الحياة اليومية. والأعمال المعروضة هنا، تقدَّم الشمس ضمن قراءة أكثر تعقيداً ودقة، تتأمل كيف أن الشمس على غرار كثير من عناصر الطبيعة في المنطقة، يتم فهمها وعرضها بوصفها حضوراً وسيطاً ومُسلّعاً، فهي في آن واحد صورةٌ وعرضٌ بياني وعلامةٌ تجارية وإحساسٌ ومنتجٌ. وتعكس الأعمال، بتنوّع مقارباتها المفاهيمية والمادية والإجرائية، ما بلغته التجربة الفنية والخطاب الفني في الإمارات من تطور ونضج متنامٍ، كما توازن بين الاحتفاء بجمال الشمس الأبدي، وتقديم نقد مُلحّ لظواهر الاستهلاك المتزايدة وقضايا تغير المناخ، بما يكشف التناقضات الكامنة في سرديات الحداثة والتقدّم. يضم الفصل أعمالاً لشربل-جوزيف بطرس، خالد جعفر، رجاء خالد، نيما نبوي، مجموعة سا تهانان (بريشيل آن بيغيراس، ألكساندرا تشافيز، نينيو كونسورتي، بيرنيس دي لوس رييس، جون غاتابيا، بالا أوتشنغكو، أوغستين بارادس، براتشايا فينتهونغ، نيكولاس روا، موكس سانتوس)، شازيا سلام، لانتيان شي.

 

وعلى الرغم من اختلاف مقاربات الفصول الثلاثة، إلا أن تناغماً مشتركاً يجمعها، فهناك خيط ينسج الفصول معاً في لوحة متكاملة، ألا وهو التركيز على اللحظات الصغيرة المفصلية بدلاً من نقاط الانعطاف الكبرى. ومن خلال تتبّع الإيماءات العابرة التي تراكمت بمرور الوقت، يسلّط معرض "في السنا والموج وما بقى" أثر التحوّلات الطفيفة التي ساهمت في تشكيل ملامح العقد الماضي من صناعة الفن وإنتاج المعارض. والأهم أنّه يحدد مسار العقد المقبل لمجمع 421 وللمنظومة الفنية الآخذة في النمو في الإمارات، متسائلاً عن الأفكار التي ستظل مرافقةً لنا في العشرية القادمة.


لترتيب الزيارات المدرسية، يرجى التواصل معنا على بريد إلكتروني hello@421.online.