الفكرة

يستهل الفنان نهال فيصل عمله استجابة لمستند ثقافي قائم، غالباً ما يكون موجوداً على شكل وسيط رقمي أو نتيجة له. قد تكون هذه المستندات محددة للغاية (على غرار خلفيات سطح المكتب المستخدمة في "صور المناظر الطبيعية"، 2014)، أو بديل لمستند من نوع معين (الصور العائلية المستخدمة في "فندق أباد"، 2016). وفي بعض الأحيان، تُعرض هذه المستندات بعد إجراء تغييرات طفيفة على بنيتها الأصلية وشكلها الأساسي وفي أحيان أخرى، يُخصص الإنتاج الفني بكامله لمستند وحيد (كما هو الحال في الفيلم الوثائقي "منتدى ‬معجبي ‬محمد ‬رافي"، 2017). ‬‬‬

في هذه الإقامة، بدأ فيصل بإعادة النظر في فيلمه "منتدى ‬معجبي ‬محمد ‬رافي"، 2017، مستخدمًا ذلك كوسيلة لاستكشاف مساحة جماهيرية عبر الإنترنت للسينما الهندية الشهيرة وموسيقاها.

تعد "منتديات هامارا"، المخصصة لأغاني مطربي السينما الهندية من القرن العشرين، بمثابة ملتقى للجماهير يتيح منصة عبر الإنترنت للخوض في الحوارات الدائرة حول الموسيقى الشعبية ومشاركة الملفات بين زوار المنتدى، الذين يشكّلون سكاناً من شبه الجزيرة الهندية ودول الشتات، ولا يدخرون وقتهم أو أفكارهم أو مواردهم لجعل المنتدى مكاناً لعقد الصداقات والتواصل مع الأقران، إلى جانب مشاركة المواد التي عادة ما يُصعب الوصول إليها حول مطربيهم المفضلين. منذ انطلاقتها عام 2003، ما تزال المنتديات متاحة على الرغم من أنها لا تسمح بدخول أعضاء جدد، وليست نشطة كما كانت قبل جيل واحد فقط.

ويبرز من بين أعضاء المنتدى عم الفنان نهال محمد برويز، الذي أدار مدونة معجبين لمطربه المفضل محمد رافي. حيث يستعين بالمنتدى للحديث عن جهوده من خلال المدونة، والبحث فيه عن المحتوى الذي يمكن تحميله ومشاركته مع متابعيه. انطلقت مدونة المعجبين عام 2007، لكنها لم تعد موجودة في الوقت الحاضر، وحُذفت جميع محتوياتها بعد تعرض مديرها لمأساة شخصية عام 2014، ولم يتبقَّ منها سوى آثار من صفحات المنتدى، إلى جانب بقايا قاعدة جماهيرية من آلاف الأشخاص.

اعتماداً على الفيلم "منتدى ‬معجبي ‬محمد ‬رافي" (2017)، والمشارك في معرض "تشابك ثقفي"، يحاول كتاب "منتديات هامارا > فهرس > محمد رافي > الأعضاء" معاينة المنتدى الإلكتروني www.hamaraforums.com التي تأسس عام 2003، وما يزال نشطاً حتى وقتنا الحاضر، ويتناول مساحة المنتدى كموقع للجماهير، مخصص للمطربين الهنود من القرن العشرين، وربطه ذلك بقصة عمّ الفنان. ‬‬‬

التنفيذ

صُمم الكتاب خلال الإقامة على شكل قاعدة بيانات أو دليل مليء بالمعلومات حول جميع الأعضاء النشطين في الوقت الحاضر على الصفحات المخصصة للمطرب محمد رافي ضمن منتديات هامارا. تتضمن هذه المعلومات اسم المستخدم وصورة الملف الشخصي ونوع العضوية وعدد المشاركات وتاريخ الانضمام ورقم العضوية وأي توقيعات رقمية قام الأعضاء بتضمينها مع منشوراتهم. وعلى الرغم من أن معلومات العضوية تخبرنا عن التنوع الجغرافي والسكاني لجمهور المنتدى، فإن التوقيعات الرقمية تشير إلى وجود الإنترنت في مراحله المبكرة. وبالتالي، يصبح المشروع أرشيفاً للجمهور، وللمجتمعات الإلكترونية وطريقة للإعجاب بالوسائط الشعبية المنتشرة خلال ذلك الجيل، ولهذه النسخة المبكرة من الإنترنت التي يجهلها العديد منّا.

النتيجة

نتج عن هذا المشروع كتاب على شكل دليل أرشيفي، يدرج معلومات العضوية على شكل جدول موسع يُعرض مع ملحوظة مقتضبة حول المشروع، ونص حول إرشادات العضوية على موقع منتديات هامارا. وباعتباره سجلاً يدوياً وغرضاً ملموساً يشغل مساحة في الغرفة، يعمل الكتاب على ترسيخ روح القاعدة الجماهيرية و يحتفظ بالمساحة الرقمية السابقة، مع الحفاظ أيضًا على آثار القاعدة الجماهيرية لمئات الأفراد، والتعبير عن الإعجاب، والمجتمع القائم على هذا الحب من خلال طابعه الحيزي والحفاظ عليه. فضلاً عن ذلك، يستذكر باكورة الإنترنت بشيء من الحنينمن خلال تصميم الكتاب البسيط، الذي يسلط الضوء على بنية منشورات المنتدى، مع الاحتفاظ أيضًا بالخطوط وعناصر التصميم كما هي موجودة على الموقع، يحافظ على آثار ليس فقط للأعضاء وقاعدة جماهيرهم، ولكن أيضًا للمنتدى نفسه.