ساري الطاهر

"تيرا انكوجنيتاي" هو تركيب تفاعلي وغامر يستكشف المواضيع الميتافيزيقية للجسم والعقل. بالرغم من أن العقل مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالجسم، فقد يبدو الجسم متأخرًا بضع خطوات أحيانًا. يفصل التركيب الجسم و ينقله كنسْخة ظلية من النفس. وعاء غير كامل يبطئ ويتأخر تدريجيًا. ويبدأ بالتقصير فيما يتوقعه منه المشاهد. وبالنسبة للآخرين قد يبدو أن الوعاء معيب- الشعور كما لو كانت حركاتك خارج سيطرتك. يتصارع المشاهدون مع الانفصال بين عقولهم والعالم من حولهم. لقد تقدمت عقولنا وقطعت مسافة طويلة لدرجة انها تشعرنا كما لو كنا نختبر العالم محاصرين داخل حاويات غير مريحة.

 

20201112-seaf-exhibition-003-5fae40b47fb21.jpg (Events Big)



قد تبث غرفة "المجهول" للفنان ساري الطاهر مشاعر عدم الارتياح والضيق في نفس المشاهد. يُسمح لشخص واحد فقط في كل مرة بالدخول إلى الغرفة الغامرة والتي أضيئت بواسطة ضوء موضعي فريد يتتبع المشاهد مثل "نظام مراقبة مركزي" (البانوبتيكون). عندما يتلاشى الضوء، يقف المشاهد وحيداً في مواجهة ظله الذي يجره خلفه، لينفصل عنه بالتصوير البطيء.
ويستحضر عنوان الطاهر المناظر الطبيعية المجهولة للعقل أو اللاوعي، كما يستحضر كتابات كارل يونج عن ظل الذات. مستلهماً من رواية هاروكي موراكامي "كافكا على الشاطئ"، ابتعد الطاهر عن مجال الواقعية السحرية وفكرة إنشاء مناظر طبيعية خيالية مستوحاة من "قصر العقل" والرسوم المتحركة ثلاثية الأبعاد، وقام بتجريد تنصيبيته من جميع الرموز المعرفة باستثناء ظل المشاهد لخلق تجربة انعزالية.
ويتحول الظل نفسه إلى شيء مادي أو "المرآة السوداء" التي يمتلكها المرء في العالم المادي. فهو يشير إلى غياب الضوء حتى تستحيل الغرفة سوداء قاتمة منذرة انتهاء التجربة. وبالرغم من أن "المجهول" لا يقدم أي حلول، وأن فهم فكرته تركت للمشاهد يفعل فيه ما يشاء، إلا أنه في نهاية المطاف يشير إلى حالة إنسانية عالمية من الانفرادية المنعزلة.


ساري الطاهر هو فنان فلسطيني\فلبيني. وتتضمن ممارسته إبداع تجارب تفاعلية ومكانية وحسية تركز على الإنسان باستخدام أدوات عصرية. من أجل الشعر الذي لا يقدم بمرور الزمن والمواضيع الميتافيزيقية، يدمج النص البرمجي والخوارزميات  التوليدية جنبًا إلى جنب مع الحساسيات البصرية لإيجاد لحظات شخصية مميزة للتأمل. يتأمل في الزوال والانتقال والغموض. ويجمع بين عنصرين، مجال العنصر البشري وبهجة الأحلام والخيال.