برنامج تطوير خبرات التقييم الفني

«المستقبل التّام: كوارث معاصرة»


تاريخ التقديم: 16 مايو - 3 يوليو

يبدأ البرنامج رقميًا في أغسطس 2021

cur-dev-page-01-60951ed0434db.png (Events Big)

يوجّه معرض421 ومعهد بومباي للتّحليل النّقدي والبحوث (BICAR) دعوة عامّة إلى جملة القيّمين الفنّيّين في مناطق الشّرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا لاقتراح معرض جماعيّ ومطبوعة حول مبحث «المستقبل التّام: كوارث معاصرة».

تُبنى أفعال اللغة الإنكليزيّة في الإشارة الماضية إلى حدث مستقبليّ اكتمل فعله على صيغة تُعرف بالـ”مستقبل التّام“. يُراد بالاصطلاح إلى الـ«المستقبل التّام» هنا أن يمثّل نظرة صوب مستقبل قائم على ماضٍ هو حاضرنا، وما قد يؤول إليه هكذا مستقبل إن لم نفكّر ونتحرّك ونبتكر الآن وليس غدا. أمّا الفعل فقد بُني هنا على التّمام لكونه يقدّم لنا فرصة لننقد حاضرنا؛ فواقع الأمر أنّ وجودنا سيكون بلا معنًى إن لم نتحرّك ونعترك دون كلل لنستطرد كلّا من التّباين الطّبقيّ والخصخصة والفساد والتّدهور البيئيّ والأبويّة المتنامية والقوميّة والتّمييز العرقيّ والزّينوفوبيا والصّراعات العرقيّة والحروب الأهليّة. كلّ هذه ليست إلّا آخر إنجازات النّظام الرّأسالماليّ وضروبه السّياسيّة. إن كان فرويد قد فكّر ماضيا بأثر الوجود المستمرّ للدّيانات بُعيد تراجع الإيمان بها في ما أسماه ”مستقبل الوهم“، فإنّنا اليوم نواجه ”وهم المستقبل“، أي انهيار المستقبل الّذي وعدتنا به ”يد الاقتصاد الخفيّة“، وهي ديانة العالم المعاصر.

 

سيحصل القيّمون الفنّيّون المختارون على منحة قيمتها 20,000 درهم إماراتيّ، وسيشاركون في برنامج مهيكل سيُعقد بين أغسطس 2021 وفبراير 2022. يشتمل ذلك على:

 

أوّلا: ندوة وورشة عمل أسبوعيّتين للقراءة والتّباحث والعرض برفقة المدعوّين والمختارين من الفلاسفة والمؤرّخين والفنّانين والقيّمين والناقدين الفنّيّين والكتّاب الإبداعيّين ممّن يعملون حول مبحث «المستقبل التّام».

ثانيا: تعاون مستقلّ مع طاقم BICAR ومعرض421 بغية صقل المشاريع وتجهيزها للنّشر وللعرض في معرض مقرّر افتتاحه في فبراير 2022. سيُقام هذا المعرض في إحدى مساحات معرض421 (بمساحة تصل إلى 400 متر مربّع).

سينطوي برنامج التّطوير القيّميّ على دراسات حازمة وعمليّات دقيقة لاختيار الفنّانين والقيّمين الفنّيّين وعلى كتابات متقصّدة قائمة حول صياغة «المستقبل التّام»، أي الباب من الأفعال الّذي فُتح تلو انصراف العلوم الحديثة عن أرواحيّة الأشياء وعن التّوجّه المعاصر للاستعانة الأستطيكيّة بالمناظير.

بإمكان من لم تُقبل طلباتهم للعرض والنّشر أن يختاروا تحويل طلبهم صوب المشاركة في النّدوة. المشاركة في هذه النّدوة متاحة أمام الكلّ من مجالات العلوم الإنسانيّة والاجتماعيّة والفنون.

 

سيجري هذا البرنامج باللغة الإنكليزيّة.

 

بعض من متحدّثي النّدوة ومشتركيها:

 

تعرض القيّمة الفنّيّة آلاء يونس أعمالا فنّيّة تجمع بين تجارب الأزمات المتكرّرة (الثّوريّ والمناهض للثّوريّة منها عبر المنطقة والعالم) والأزمان (ماضيها وقرينها المستقبليّ). يعرض "فهرس الحب المتشدد وغير المتعمد للأرض" (2014) مثال النضال الفلسطيني - من النكبة إلى النكسة حتى الأزمة المعاصرة - مارًا بأحداث ثورية وإنجازات وخيبات أمل. من خلال وضع مجسمات وصور الفوتوغرافية وأفلام ووثائق أرشيفية، يتحدى العمل التخصيصات النمطية للأزمات، رادًا عليها في نظام عالمي ثوري من الوجود والغياب في نفس المكان والزمان - ما الذي نقُص هنا وجِد في مكان آخر. تستخدم آلاء مساحة المعرض لوضع الجغرافيا والزمانيات في محادثة صارمة مع بعضها البعض.

 

ينظر عمل المعماريّ والفنّان بيجوي جاين إلى طبيعة الوجود دون النّظر إلى التّفاسير المعاصرة لعدمه. تقوم أعماله المعماريّة كالمساحات العامّة والمنازل والأثاث والتّراكيب الفنّيّة على حالة من التّأهّب للكوارث. أمّا في جنوب الهند فقد خاض في تجربة معماريّة معقّدة بين الخيال والبيروقراطيّة إبّان حفره لبئر، أي إنشاء تحتأرضيّ يجعل ممّا فوقه ممكنا. تبني ممارساته المعماريّة على أعمال جوردون ماتا كلارك، ويخلق مساحات للمحادثات الحازمة بين الوجود وعدمه.

 

يبحث الفنّان والمحقّق العمرانيّ لورنس أبو حمدان في قدرة الأصوات على الإعراب عن الوجود وعدمه في ذات الآن. أمّا عمله القائم حول سجن صيدنايا في سوريا فيبيّن وعلى سبيل المثال قدرة الأصوات الخافتة والمتشتّتة وصداها المنعكس عن جدران السّجن بلا مصدر واضح على فرض الحكم الپانوپتيكونيّ ومضاعفته في غياب البصر. تمتلئ أذهان وأبدان السّجناء في صيدنايا بالرّعب من أصوات المعذِّب والمعذَّب والسّجين والسّجّان والمراقِب والمراقَب، ومن أصوات الخطوات في أروقته (أيا تُرى هي خطوات السّجين أم السّجّان؟) ومن أزيز مرافقه المتداعية. سيقدّم لورنس أبو حمدان في النّدوة عرضا عن عمله الأخير القائم حول تناسخ الأرواح، وسينظر في العلاقات الزّمانيّة بين الماضي والحاضر والمستقبل عبر حلقات صوتيّة مفتوحة ومغلقة.

 

تنقلب جماعة «رقص ميديا» على التّكهّنيّة عبر تصويرها للأزليّ وللمستحيل على أنّهما معاصران بالضّرورة، وليس على أنّهما ما يخبئه لنا أحد المستقبلات في أحد الأزمنة المابعدتاريخيّة («ضروريّة الأزليّة» 2017). تنظر جماعة «راكس» إلى ما هو معاصر على أنّه موبوء باستمرار وعلى الدّوام، وإلى نهاية العالم على أنّها سبقت ووقعت، وإلى السُّمِّيَّة على أنّها بنت الحاضر وأنّ تفكيكها واجب.

 

تلاحق الفنّانة والفلكيّة الهاوية روهيني ديڤاشر الكسوفات الشّمسيّة وتنظر إليها على أنهّا ديالكتيكيّات بين السّلبيّ والإيجابيّ أو بين الجّوفيّ والظّاهريّ. عملت روهيني مع مجتمع من الفلكيّين في الهند في مجامع فلكيّة تحتأرضيّة هائلة، ومع طاقم بحّارة على متن حاملة نفط تعبر المحيط الهادي ولمدّة ستّة وعشرين يوما. تزرع أعمال روهيني بأصواتها وصورها وأفلامها ورسوماتها وتخطيطاتها لعداوات الزّمان والمكان حسّا من العجب في أذهان مستمعيها ومشاهديها، وهو شيء هزليّ ومروّع في آن واحد.

 

يطالبنا الفنّان والكاتب وليد صادق في نثريّاته وممارساته الفنّيّة بـ”تشغيل المفقودين“، والمُراد بذلك مجابهة الإيديولوجيّات المهيمنة على عصرنا (كالميلانكوليا والنّوستالجيا) عبر نقد ناظر في انتظار عودة من فُقِدوا إبّان الحرب الأهليّة اللبنانيّة حتّى تستأنف السّياسة سريانها. ينظر وليد صادق إلى الحاضر على أنّه أجوف باستمرار وعلى الدّوام، وبالتّالي إلى التّوق للمستقبل على أنّه بلا معنى (سواء أكان مستقبلا مباركا أم ملعونا أو خصبا أم عقيما). يقترح وليد نهجا للابتكار في ظلّ واقع معدَم أجوف ومتصدّع.

 

لتقديم الطلب اضغط هنا

تقبل الطلبات من 16 مايو لـ 3 يوليو 2021