يقام معرض "سبيل الغاب" في الرواقين 1 و2 داخل مَجمع 421 للفنون في أبوظبي، في نسخة متنقلة من مهرجان كولومبوسكوب للفن المعاصر، يلتقي فيها الفنانون لإعادة إحياء المعرفة المتعلقة بالترابط والوصاية والممارسات الاستعادية عبر الغابات المطيرة والبرية والمزارع الجبلية والأراضي الرطبة النهرية. يدعو المعرض إلى التحرر من المناهج التقليدية والانتقال من منهج النهب والتفوق المتهور والانقراض، إلى تبني الاستماع الفاعل الذي يتجاوز الحواس البشرية. تحمل الغابة، باعتبارها معجماً لغوياً، ثراءً في المعنى عبر اللغات المختلفة: "آرانيا" ((ஆரண்யா في التاميلية والسنسكريتية والتي تشير إلى الملاذ، و"فانا" ((වන في السنهالية، وكذلك "بون" (Bonn) و"جونغول" (Jongol) و"أرانو" (Aranno) في البنغالية، و"غوم" (guṁ) في لغة نيبال بهاسا، و"تيم" (tēṁ) في لغة تامو، حيث تستحضر كل منها حالات متميزة من الوجود والعواطف والخيال المتباين والمناخ الملموس.
يشكّل هذا المعرض دراسة معقدة لتواريخنا البيئية المتآكلة، وللحكمة البيئية المفقودة، وللأجندات التنموية المتوحشة، ولأشباح الاستخراج، ويسعى إلى تتبع إرث استعمار الموارد والعقول الذي يعمل في الخفاء. ففي ظل المشاهد الطبيعية المتحولة، يتساءل الفنانون عمن يمتلك أراضي الغابات، ومن يتم تهجيره، ومن يُمنع من دخول المواقع المخصصة للحفظ.
ماذا تهمس أرواح هذه الأراضي والأنهار والغابات في آذاننا؟ في العديد من الحكايات الشعبية والأساطير، ترتبط الغابات بالأشباح والساحرات وغيرها من الكائنات الغامضة، وغالباً ما تُصور هذه الكيانات على أنها قوية ومستقلة، وتحضر خارج حدود القيود المجتمعية، كما أنها مساحات تثير الخوف من الأشياء المجهولة والقوى التي تتجاوز سيطرة الإنسان. ومع صعود الإمبريالية، تفاقم استغلال الموارد الطبيعية وإساءة معاملة السكان الأصليين كنوع من تحقيق الجشع والسلطة والغرور، وبذلك، صُور إخضاع الأدغال والبراري على أنه انتصار على رحابة الغابات وجموحها وغموضها.
في خضم هذا الصراع، يجد العديد من السكان الأصليين أنفسهم في خضم دول قومية تقودها الرأسمالية المؤسسية والهيمنة الجيوسياسية، وقد شهدوا تحولات عميقة تشوبها الخسارة والتغيير والمقاومة، وأحياناً فقدان الأمل. لكن الثوار والمنبوذين وكائنات الحدود يجدون العزاء والملجأ في أحضان الغابة الحانية، إذ توفر أوراقها الكثيفة ومسالكها الظليلة إحساساً بالسرية والحماية، مما يسمح لأولئك الذين يسعون إلى الاستقلالية والحرية بالتجمع والتنظيم بعيداً عن العيون الفضولية، وإعادة معايرة حالة عدم اليقين والخوف، والحلم ببنى سلطوية بديلة، وبنظام عالمي جديد.
يشارك في هذا المعرض نخبة من الفنانين، وهم أوتوبونغ نكانغا، إم تي إف روكشانا، باثوم دارماراثنا، بوشباكانثان باكياراجاه، تامارا جاياسوندرا، ثافا ثاجندران، جاياتو شاكما، راكيبول أنوار، سارميلا سوريكومار مع بيراينيلا كريشناراجاه، سانجيتا مايتي، سانود ماهارجان، سودت إسماعيلوفا، شيراز بايجو، كاراتشي لا جامعة، كاروناسيري ويجيسينغ، كولاجو تو بوفونجان، موزة المطروشي، نهله الطباع، ويو. أرولراج.
هذا المعرض من تقييم ساركر بروتيك (فنان وقيّم)، شيلاشا راجبانداري (فنانة وقيّمة)، فيدي تودي (قيّمة مساعدة، مهرجان كولومبوسكوب للفن المعاصر 2024)، ناتاشا غينوالا (المديرة الفنية لمهرجان كولومبوسكوب للفن المعاصر)، وهيتمان غورونغ (فنان وقيّم).
"سبيل الغاب" هي النسخة الثامنة من مهرجان كولومبو سكوب، الذي سيقام في مدينة كولومبو بسريلانكا خلال الفترة من 19 إلى 28 يناير 2024. وقد تم تعديل هذه النسخة من المهرجان لتلبي اهتمامات الجمهور الإماراتي، ويمثل الشراكة الثانية بين مجمع الفنون 421 ومهرجان كولومبوسكوب.
لترتيب الزيارات المدرسية، يرجى التواصل معنا على بريد إلكتروني hello@421.online.
يمكنكم الحصول على الحزمة الإعلامية الخاصة بالمعرض على الرابط هنا.
يمكنكم الحصول على دليل الأنشطة الخاصة بالمعرض على الرابط هنا.
يمكنكم استكشاف الموارد التعليمية الصفيّة المستوحة من المعرض على الرابط هنا.
نبذة عن كولومبوسكوب
كولومبوسكوب هو مهرجان للفن المعاصر، ومنصة تعليمية إبداعية متعددة الأشكال تفسح المجال أمام حوار متعدد التخصصات، وقد شهد نمواً ثابتاً داخل المشهد الثقافي في كولومبو منذ عام 2013. يلتزم المهرجان ببناء بيئة مستدامة تتفاعل مع السياق المحلي الذي يهمّ منتجي الثقافة لمواصلة توليد أساليب رائدة وتعاونية ومقاربات محددة في المجال الفني.
سير ذاتية للقيّمين
هيتمان غورونغ هو فنان وقيّم مقيم في لامجونغ، كاتماندو. تتنوع ممارساته وتركز على نسيج التنقلات البشرية، والاصطدامات التاريخية، وفشل الثورات. على الرغم من ارتباطه بالتاريخ الحديث لنيبال، إلا أن أعماله تكشف عن شبكة معقدة من العلاقات والقضايا عبر المناطق الجغرافية التي تسلط الضوء على طبيعة الرأسمالية الاستغلالية. تدور هذه السرديات حول التجارب الحية للمهاجرين المحاصرين بين صناعة مجحفة قائمة على العمالة المهاجرة ودولة قومية غير مبالية. علاوة على ذلك، يستدعي غورونغ منهجيات ومعارف السكان الأصليين لإعادة تكوين الممارسة الفنية المعاصرة بشكل جذري.
شارك غورونغ في معارض في مؤسسة سافي كونتمبوراري في برلين (2020)، وبينالي سيدني (2020)، وآرت سبيس سيدني (2019)، ومتحف العالم في فيينا (2019)، وتريينالي كاتماندو (2017)، وبينالي ينشوان (2016)، وبارا سايت، هونغ كونغ (2016)، وتريينالي آسيا والمحيط الهادئ للفن المعاصر في بريسبان (2015-16)، وقمة دكا الفنية (2014، 2016، 2018، 2020). كما شارك في تنظيم معرض بينالي كاتماندو 2077 (2022)، والجناح النيبالي في بينالي فينيسيا (2022)، ومشروع "حديقة المواسم العشرة" في سافي كونتمبوراري ببرلين (2022) ومعرض "12 بايشاخ" في بهاكتابور (2015) مع شيلشا راجباندهاري. كما أسس غورونغ جماعة الفنانين "آرت تري نيبال" ومبادرة "كالا كولو" للفنون.
شيلشا راجبانداري هي فنانة وقيّمة تقيم في كاتماندو. تستلهم أعمالها من ارتباطات تجسيدية وتخمينية للخصائص الأنثوية، بغية طرح أسئلة حول مكانة المرأة عبر الزمن والمناظر الطبيعية وعلم الكونيات. تمثل ممارساتها الفنية استفزازاً للتفكير خارج المفهوم الليبرالي الجديد للزمن وذلك بهدف تفكيك الهياكل الأبوية التي تساهم في استمرار دورات الاستخراج الصناعي والإرهاق الفردي. وبالنسبة لها فإن صناعة الفن تدور حول إفساح المجال للعمل الجماعي، بحيث تغذي هذه التساؤلات نهجها الفني والتقييمي في سبيل تكوين مفاهيم الأصالة والنوع والقيمة والإنتاجية من جديد.
عرض عملها التركيبي في المعرض المتنقل "وحش، إله، وخط" (2018-2020) في بارا سايت، هونغ كونغ؛ تي إس 1، يانغون؛ ومتحف الفن الحديث، وارسو؛ وكونستال، تروندهايم؛ والمتحف الوطني للفن المعاصر، شيانغ ماي، كما شاركت كفنانة مقيمة في مشاريع بيلاس أرتيس (2019) وبارا سايت (2017).
عُرضت أعمالها أيضاً في متحف الفنون والتصميم في نيويورك (2022)، ومتحف العالم في فيينا (2019)، ومهرجان سيرينديبيتي للفنون في غوا (2017)، وتريينالي كاتماندو (2017)، وشاركت في قمة دكا الفنية (2020) كجزء من عملها الجماعي الفني، بالإضافة إلى بينالي سيدني (2020). شاركت راجبانداري في تنظيم معرض تريينالي كاتماندو 2077، والجناح النيبالي في بينالي فينيسيا (2022)، ومشروع "حديقة المواسم العشرة " في سافي كونتمبوراري ببرلين (2022) ومعرض "12 بايشاخ" في بهاكتابور (2015) إلى جانب هيتمان غورونغ. كما شاركت في تأسيس مجموعة "آرت تري نيبال" الفنية ومبادرة "كالا كولو" للفنون.
غالباً ما تعتمد أعمال المصور الفوتوغرافي ساركير پرتيك في سرده على فكرة التغيير، حيث يركز على لحظات السكون العابرة، والضوء الخافت، والأصول الطبيعية للمكان، والوطن المفقود. ولجعل ذكرى المكان الآخذة بالاندثار ملموسة، وتحديد تاريخه المتلاشي دون تقييده، يقدم پرتيك صوراً بسيطة ومُعلقة وأجواء غامضة تتسم بالبساطة والاتساع مع مسافات شاسعة وموحشة.
يعمل بروتيك بالتصوير الفوتوغرافي والفيديو والصوت، وتستند أعماله إلى دراسات طويلة الأمد تعود جذورها إلى بنغلاديش، وغالباً ما يتحول شكل وملمس أعماله إلى تجسيد للزمن نفسه ببهجتها وعجزنا عن استيعاب أو احتواء الزمن، وتقدم عملية صناعة الصورة وسيلة لإطالة الزمن وإفساح المجال للحظات الهادئة، أو لمحات من حياة مجسدة. هنا لا نختبر الزمن كمسار خطي، بل وكأنه يتباطأ ويتكرر ويموج ويتغير في حالة من التدفق المستمر.
درس بروتيك في معهد وسائل الإعلام في جنوب آسيا – باتشالا في دكا، حيث يقوم بالتدريس منذ عشر سنوات. ويشارك في تقييم مهرجان شوبى ميلا، أقدم مهرجان دولي للتصوير الفوتوغرافي في آسيا. نالت أعماله العديد من الجوائز وحصل على العديد من الزمالات، بما في ذلك ماجستير جوب سوارت، وموهبة فوم، وإقامة في لايت وورك، صندوق مؤسسة ماغنوم، وجائزة مسابقة صور الصحافة العالمية وغيرها، وتعرض أعماله في معرض شرين إمباير في دلهي.
ناتاشا غينوالا هي قيّمة فنية وباحثة وكاتبة، شاركت في تقييم بينالي الشارقة 16 (2023-2025)، وعملت مديرة فنية لمهرجان كولومبوسكوب في سريلانكا منذ عام 2019، وقيّمة مساعدة في غروبيوس باو، برلين (2018-2024). كما كانت المديرة الفنية للبينالي 13 في جوانجو مع ديفني أياس (2021). شاركت جينوالا في فرق تقييم بينالي برلين 8 للفن المعاصر (2014)، وبينالي كونتور 8، ودوكيومنتا 14 (2017)، بينالي تايبيه 2012 وشاركت في تقييم العديد من المعارض الدولية بما في ذلك في إي فلوكس، ومؤسسة الشارقة للفنون، ومتحف هامبورغر بانهوف - متحف الفن المعاصر، ومعرض إيفا، ومعهد كيه دبليو للفن المعاصر، ولا أبارتمينت (الشقة) 22، ومتحف سزتوكي في وودج، ومتحف الفن المعاصر في شيكاغو، وبينالي البندقية 56، وسافي كونتمبوراري وزيتز موكا. وتعد غينوالا كاتبة غزيرة الإنتاج تركز على الفن المعاصر والثقافة البصرية والعدالة الاجتماعية.
فيدي تودي هي القيّمة المساعدة في مهرجان كولومبوسكوب 2024. عملت سابقاً مع معرض إكسبيرمنتر (2019-2023)، وهو معرض رائد للفن المعاصر له فروع في كولكاتا ومومباي، حيث كانت تتعاون مع الفنانين في المعارض والبرامج، وتشارك في تخطيط وتنفيذ المعارض الفنية، وتدير صندوق الإنتاج الفني التعاوني "جنريتور". كما تتعاون بشكل مستقل مع الفنانين في تنظيم المعارض، والإنتاج، وإدارة المشاريع.
لديها اهتمام كبير بصناعة الكتب وقد عملت على منشورات بالتعاون مع فنانين وكتاب ومعارض ودور نشر. قامت مؤخراً بتنظيم معرض حول المجلات في إقامة إكسبيرمنتر، كولكاتا (2022). كما تقدم ورشاً حول أدوات وبرامج صناعة الكتب.
نالت بكالوريوس الفنون الجميلة وتاريخ الفن، وأكملت دورة في مجال النشر مع كلية سيجال للنشر، تتوزع إقامتها بين كولومبو وكلكتا.