معارض

آلاء عبدالنبي: ذكرياتك عني كفاية؟

30 يناير - 4 مايو

احجزوا الآن
آلاء عبدالنبي: ذكرياتك عني كفاية؟

يسرُّ مَجمع 421 للفنون في أبوظبي أن يقدم المعرض الفردي الأول للفنانة آلاء عبدالنبي بعنوان "ذكرياتك عني كافية؟"​​. حيث تقدم الفنانة مجموعة جديدة من الأعمال التي تستكشف مفهوم المحاكاة أو "التشابه الزائف" من منظور نقدي، باعتباره مفهوم  يُستخدم في الفلسفة والدراسات الثقافية بهدف تحليل تأثير الرموز على إدراكنا لما يعتبر "حقيقياً". وتسلط أعمالها الضوء على الطرق التي حُفظت بها الأيقونات ورُممت عبر عصور تاريخية مختلفة، مما يثير تساؤلات جوهرية حول استمرارية وجود الرموز عبر الزمن، ليس ذلك فحسب، بل وحقيقة اكتسابها دلالات متجددة عند إعادة تقديمها ضمن السياقات المعاصرة. فبدلاً من مجرد إحياء لحظة تاريخية أو غرض بعينه، غالباً ما تعزز عملية الترميم هذه البنى السلطوية الكامنة فيها.  وانطلاقاً من حفظ هذه الرموز في الأعمال الفنية، والمتاحف، والمساحات العامة، تستقصي الفنانة تأثيرها ودورها في تشكيل السرديات الثقافية والسياسية في المستقبل.

 

تستدعي هذه الديناميكية فكرة الفيلسوف جان بودريار الذي يرى أن وجود الأنثروبولوجيا أو الإيثنولوجيا يستلزم "موت" موضوع الدراسة مجازياً، وفي هذا السياق، يتحول الشيء الذي كان نابضاً بالحياة ومترسخاً من الناحية الثقافية إلى قطعة أثرية جامدة ومجردة من وظيفتها أو معناها الأصلي، لكنها تواصل التأثير باعتبارها محاكاة  رمزية. إذ لم تعد هذه الأشياء حية بالمعنى الثقافي أو التاريخي بل تظل موجودة في هيئة عقيمة مجزأة ومحفوظة في مخازن المؤسسات الاستعمارية والعلمية. وكما يجادل بودريار، فإن هذه المحاكاة رغم افتقارها للحياة إلا أنها شديدة الوضوح وتجعل من السعي إلى المعرفة أشبه بمحاكاة الماضي  بدلاً من أن يكون اكتشافاً حقيقياً.

 

وفي هذا المعرض تشكل قصة الأسد البربري محور هذه الاستقصاء، حيث يعكس واقع انقراضه وخلوده الرمزي تجسيداً مثالياً لهذه الظاهرة، إذ أن الأسد البربري الذي كان يسكن شمال أفريقيا انقرض جرّاء حملات الصيد التي شنتها القوى الاستعمارية، ليصبح ضحية للدمار البيئي وتجسيداً لفرض  الهيمنة الاستعمارية على الطبيعة. ولكن حتى بعد موته، يظل الأسد البربري حاضراً كرمز قوي للعظمة والسلطة الإمبريالية، فقد تحول بخلوده إلى أيقونة تتجاوز وجوده البيولوجي، ليُستخدم كأداة في تشكيل الهوية الإمبريالية وصناعة الأساطير بعد أن تم القضاء عليه من قِبَلهم.

ينطلق المعرض من ازدواجية الأسد، أي موته الجسدي وبعثه الرمزي، لاستكشاف كيفية استمرار العنف الاستعماري في تأثيره حتى بعد زواله على أرض الواقع، وذلك من خلال الرموز والتمثيلات، إذ أن جسد الأسد ميت وخالد في آن واحد، فقد أُبيد شكله المادي لكن صورته بقيت محفوظة واستُغلت لترسيخ السلطة. إن إعادة إحياء صورة الأسد البربري تعكس الممارسات الاستعمارية الأوسع، حيث تظل الآثار المادية للعنف والاستغلال حاضرة في المؤسسات التي تواصل تشكيل الذاكرة الثقافية حتى يومنا هذا، ومن خلال تقديم صورة الأسد كرمز للدمار والخلود معاً. وفي هذا السياق، يطرح المعرض تساؤلات حول أخلاقيات ترميم وعرض الأشياء المرتبطة بالتاريخ الاستعماري وماذا يعني "الاعتناء" بها في هذه السياقات.

 

تشارك آلاء عبد النبي في دورة عام 2025 من برنامج 421 للتطوير الفني، تحت إشراف جولين فريزل، ويهدف البرنامج إلى منح الفنانين في دولة الإمارات في بداية مسيرتهم الفنية الفرصة لاستكشاف أساليب جديدة، وتجريب أفكارهم، وإنتاج أعمال فنية تُتوج بإقامة معرض فردي.

 

يمكنكم الحصول على دليل الأنشطة الخاصة بالمعرض على الرابط هنا.

لترتيب الزيارات المدرسية، يرجى التواصل معنا على بريد إلكتروني hello@421.online.

يمكنكم الحصول على الحزمة الإعلامية الخاصة بالمعرض على الرابط هنا.


نبذة عن الفنانة:  

تتعمق آلاء عبد النبي (مواليد 2001، فرايبورغ) في استكشاف الحالات المحتملة لوجود المادة، كاشفة من خلال تدخلاتها المفاهيمية عن الأصداء الكامنة في المواد. يعتمد أسلوبها الفني على استخدام الشظايا، سواء كانت عضوية أم غير عضوية، واقعية أم متخيلة، بغية إظهار طاقتها الكامنة، بمعنى إبراز روحها. تركز عبد النبي في مقاربتها العملية أيضاً على تحديد التاريخ حيناً، وخلق أعمال جديدة أو إعادة تجميع قطع قديمة أحياناً أخرى، متنقلةً بين دور الراعي والمضر، دافعة المواد للتعبير عن حالتها الحاضرة. تستند أعمالها إلى ممارسات الانسجام مع التناقضات والمصادفات والمسؤوليات الخفية في ذات المواد.

 

شاركت عبد النبي مؤخراً في معارض جماعية وعروض عامة في مركز جميل للفنون وبيت الممزر وذا فاوندري ومؤسسة السركال للفنون.