كيف تحب الكثير بعدة طرق

إنجي محسن

 

 

وُلدت أعمال الفنانة إنجي محسن في لحظة إدراك تتمحور حول دور تفشي الجائحة في دفع الناس في كل مكان إلى ابتكار طرق وآليات بديلة للتكيف والتعامل مع العزلة، أثناء انتقالهم بين المساحات الافتراضية على أساس يومي، لا سيما الغرف والاجتماعات والاستراحات والمجموعات والقصص والرسائل الإلكترونية والصوتية، حيث عشنا لحظة من الزمن كانت تمضية الوقت هي الهدف الوحيد من تواصلنا مع الآخرين، وبالتالي أصبح الأمر ضرورياً للتعويض عن توقنا إلى أشكال التواصل الإنساني. 

انطلق مقترح إنجي الأولي من الأشكال التقليدية للمواعدة السريعة ومحاولة تحويلها إلى عرض أدائي تشاركي وافتراضي، حيث أرادت دعوة المشاركين إلى التسجيل عن طريق البريد الإلكتروني للدخول في حوار عبر الإنترنت مع شخص مجهول الهوية، إذ يدخل الشخصان عشوائياً في دردشة قصيرة عبر الفيديو، وذلك لإتاحة الفرصة أمامهما للحوار والتواصل والتنفيس والتفكير معاً في الوضع الذي وجدا نفسيهما فيه دون تعريض خصوصيتهما للخطر، وذلك بغية إيجاد مساحة أشبه ما تكون علاجية للمشاركين، والتواصل فيما بينهما، والتعبير عن مكنوناتهما ومشاعرهما حول هذه الحالة من الحبس الجماعي، وكيفية مواجهة هذا الخوف من عدم اليقين الناجم عن ظروف خارجة عن إرادتنا. 

تستكشف أعمال إنجي الأولى دور الحوارات التي تحدث في اللقاءات العفوية في إنشاء مساحة فعلية أو صورة لشخص ما، ثم بدأت في استعراض قدرة المساحة على إفساح المجال للحوار، وبالتالي تواصل أعمالها تعزيز الاهتمام بالتوتر بين المساحات والحوارات، وكيف يساهم أي شخص في تشكيل وعي الآخر ورسم شخصيته وهويته. 

 

 

engy-mohsen-portfolio1-50-611df10b6301c.png (original)

 

الغرفة 0: الغرفة التجريبية، 2019

من غرف الدردشة: عن تنسيق الفراغ لإنجي محسن وسارة ماهر

بإذن من الفنان

 

 

 

187514bf-e175-4676-a29f-2145df1699a9-611deec3e9e1a.png (original)

 

لوحة بعنوان لعبة رسم الأشياء التي تفعلها من أجل الحب لمحمد البكري

 

img-3006-6-resized-61304dd4d8c9d.jpg (original)

 

لوحة بعنوان التمرن على رسم الأفقيات لإليانا أوتا

 

sketch-by-nada-611deebe5e80a.jpg (original)

 

لوحة بعنوان كسر القلوب أو إصلاحها لندى القلعاوي

 

 


 

About the Resident

 

وُلدت المعمارية المصرية والفنانة البصرية إنجي محسن عام ١٩٩٥، وهي تعيش وتعمل في القاهرة. تستكشف أعمال إنجي مفهومي "المشاركة" و"الجماعية، وتستضيف أشكالاً مختلفة من الاجتماعات المفتوحة لغير الفنانين والفنانين تدعوهم فيها إلى التفكير في كيفية تنظيم المساحات لتشمل "الآخر"، بينما يظل التصميم المكاني في صميم ممارستها، فهي تعمل أيضاً بالأعمال الاستطرادية والنصوص والرسم والفوتوغرافيا والأداء بجانب النقاش كوسيط محوري لمشاركة تراكم المعرفة هذا مع نطاق أوسع من الجماهير. شاركت بعد ذلك في برامج الفنون المستقلة والبرنامج الدراسي، مما دفعها إلى تحديدها وإعادة تشكيلها والتعبير عنها ووضع موقعها مع الحفاظ على الاستكشاف الإبداعي. وقد أتاح لها ذلك تجربة تصميم واستضافة التنسيقات التي تدعو غير الفنانين والفنانين لإنتاج المعرفة حول العلاقة بين الفنانين وسياقهم المباشر. وقد أدّى هذا إلى فتح الكثير من الأسئلة حول تنظيم مساحات لممارسة الفن والبحث والتعليم. يستكشف عمل إنجي الأنماط المختلفة للمشاركة، والعوامل التي تؤثر على التجمعات الاجتماعية وقدرتها على تكوين المعرفة الجماعية، وكيفية السماح للنقاش من خلال الظهور بين الأفراد الذين يعيشون في نفس المساحة لفعالية محددة بوقت. عادة ما تنظر في الدراسات المكانية المذكورة، وتقترح إعادة التفكير في النماذج الحالية للاجتماعات، بينما تتلاعب بالسينوغرافيا وترتيبات الجلوس وأماكن الاجتماع. يطمح عملها إلى تصميم المواقف والتخطيط للخبرات التي تؤدي إلى الأحلام والإجراءات الاجتماعية.

 

حصلت إنجي على شهادة البكالوريوس في العمارة من الجامعة الألمانية في القاهرة وجامعة براندنبورغ للتكنولوجيا في كوتبوس (ألمانيا) عام ٢٠١٨. وشاركت بعد ذلك في “روزنامة ٦ – برنامج الاستوديو”، وستوديو الفنون المستقل والبرنامج الدراسي بـ “ماس الإسكندرية” والبرنامج الدراسي (2019) وبرنامج “الفنانين من أجل الفنانين”: الرعاية الراديكالية (2020). عُرضت أعمال إنجي في معارض جماعية في أبوظبي والإسكندرية وعمان والقاهرة وبيروت وبرلين ولندن ورام الله وفينيسيا.

 

Instagram

Engy Mohsen

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ينطلق المشروع من الرغبة في إيجاد أساليب مختلفة للتواصل مع الآخرين أثناء تجربة الحبس الجماعي المتكرر، والدرجات المتفاوتة من الإغلاق على مستوى العالم، وبدأ المشروع يتجلّى على شكل بنية تتعمق في مفاهيم الرعاية المتبادلة و"الحب"، بمعناها الواسع. ومن خلال الحوارات المستمرة، تمحورت الفكرة حول إيجاد سبل تتيح للأفراد المنحدرين من ممارسات مختلفة ابتكار أبعاد أخرى لمفاهيم الحب والرعاية، وتطبيقها من خلال وسيط من اختيارهم، سواء كان تمريناً أو لعبة. ومع ذلك، تم تصميم المشروع وتطويره بناءً على مجموعة أدوات مفتوحة المصدر وقابلة للطباعة في المنزل ويمكن الوصول إليها بسهولة.

 

 

engy-zurich-program-40-611df0fb66dcc.png (original)

 

كيف تحب بعدة طرق (بوستر ورشة العمل)، 2021

مجموعة من الألعاب والتمرينات

بإذن من الفنان

 

 

 

تغير مشروع إنجي طوال الإقامة الفنية المنزلية والفترة التي تليه واستعرض مشاعر الحب وحالتها من منظور واسع، مما أفضى إلى تمارين مرحة يمكن من خلالها التعبير عن الحب وتبادل الأفكار والتجارب. 

يمثل "كيف تحب الكثير بعدة طرق" مجموعة من الألعاب والتمارين والنصوص المرحة المفتوحة التي تعتمد على الأفكار الواسعة للحب، بوصفه مفهوماً كبيراً يمكن فهمه وتفسيره بطرق لا حصر لها، حيث يؤطر علاقاتنا والطريقة التي نتواصل بها مع أنفسنا ومع الجميع وكل شيء من حولنا. وانطلاقاً من اعتقاد راسخ بأن هذا الأمر لا يمكن معالجته إلا بصورة جماعية، فأن تمارين أو ألعاب للإجابة على السؤال المهم: كيف تحب الكثير بعدة طرق؟  

تعاونت إنجي مع غابرييل هينش ودعيا معاً عدداً من المساهمين بما في ذلك فنانين وكتّاب ومصممي ألعاب وغيرهم. 

القواعد الثلاثة التي تشكّل معالم المساهمة هي: 

1. يجب أن تتناول مفهوماً موسعاً "للحب". 

2. يجب أن تكون إما لعبة أو تمريناً. 

3. في حال اختيار لعبة، يجب بناءها على هيكلية لعبة موجودة. 

يمكن ممارسة الألعاب بعدد متنوع من اللاعبين الذين يتشاركون أنواعاً مختلفة من العلاقات، على غرار الأصدقاء والعائلة والأزواج وزملاء العمل وما إلى ذلك. وبالتالي، تتميز الألعاب بمرونتها وإمكانية لعبها بحالات مختلفة. يتضمن المشروع مجموعة من الألعاب والتمارين المطبوعة، ولكنها تتوفر على الإنترنت ويمكن طباعتها ولعبها في المنزل (مصدر مفتوح)، وتتضمن الألعاب تعليمات ودليل إنتاج وغير ذلك. 

 

تتراوح التخصصات والخلفيات المتنوعة التي شكلت كل لعبة أو تمرين من الفني إلى العلمي، ومن الجسدي إلى الساخر. 

أطلق الفنانان إنجي محسن وغابرييل هينش (القاهرة/برلين)، المشروع الذي يحمل الاسم نفسه "كيف تحب الكثير بعدة طرق"، على شكل مجموعة من التمارين التي تدعو إلى تفعيل العديد من الطقوس بخيارات مختلفة للاعبين المحتملين: الشخص نفسه، وشخص آخر/أشخاص آخرون، وطرف ثالث/أطراف ثالثة. 

أما الفنانة إليانا أوتا (ليما/أثينا)، فقد ساهمت بتمارين "التدرب على الأفقيات"، وهي تمارين تخلق سيناريوهات يعيد فيها اللاعبون معاينة علاقاتهم مع الآخرين، عن طريق التلاعب بوعيهم المكاني والكوريغرافي والصوتي، مع الحفاظ على ما تسميه الفنانة "ميثاق الأفق" لمعاينة العلاقة مع الآخرين من جديد. 

ساهمت المصممة متعددة التخصصات إليونورا تونيولو (برلين) بلعبة NOI، وهي لعبة بطاقات تحاول التصدي لوسائل التواصل المعتادة عن طريق اللعب على الصمت الفردي والجماعي. 

ساهم الكاتب والفنان إنغو نيرمان (جيش الحب) (بازل/برلين) بتمرين "الوقوع في حب العالم" والذي يوجّه مجموعة من اللاعبين للتغلب على النفور وتوسيع أفكار الحب والرعاية تجاه الآخرين والأشياء. 

أما الفنان محمد بكري (القاهرة/ساير)، فقد ساهم بلعبة "الأشياء التي نفعلها باسم الحب"، التي تدعو اللاعبين للتفكير في الحب كسلعة وحاجة مادية، بالاعتماد على عالم المواعدة على الإنترنت. 

ساهمت الفنانة والمصورة بيتر مرسا (برلين/زغرب) بلعبة "حناجر مرتعشة، كسر الجدران"، والتي تتلاعب بمفاهيم بديلة عن الحميمة والتلاقي، والحضور والغياب، وأنماط التواصل والتبادل غير التقليدية. 

ساهم الفنان فيليب أولريش (برلين/زيورخ) بلعبة "خذ نعمة الحب"، وهي لعبة يمكن من خلالها استكشاف جوانب الحب مثل أوجه التشابه والاختلاف بين الطرفين بالإضافة إلى صراعات السلطة الموجودة بطرق محددة. 

ساهمت الفنانة رانيا عاطف (القاهرة) بلعبة "الأم الشريرة" وهي لعبة بطاقات تعاين النظرة الاجتماعية إلى حب الأم والأعمال المنزلية التي تقوم بها ومعايير "الأم الصالحة" من منظور ساخر. 

ساهم الفنان والمعماري رؤول هوت (سانتياغو) بلعبة "جسد كامل (التألق)" وهي دعوة لفهم التألق، وتجربة طرق جديدة للتواصل مع العاطفة والمودة من خلال التفاعل مع جميع الكائنات الحية وإعادة الاتصال بكوكبنا. 

ساهمت المؤدية شهد عمر (القاهرة) بلعبة "لقاءات متجسدة" وهي محاولة مرحة لإعادة تعريف الموافقة على أنها عملية لإبرام الاتفاقيات، وكيفية التعبير عنها بما يتجاوز التبادلات اللفظية. 

 

كيف تختبر احتمالية التشابه؟
"فكِّر في التزامنية بوصفها إحدى الممارسات الجسدية. ثم قم بدعوة شخص آخر لينضم إليك في هذا التمرين. ابدأ بالمواءمة بين معدل تنفسك وعمقه، ثم وفّق بين الأوضاع والإيماءات. وفي حال تغيير الموضع، ينبغي أن تستمر عملية المواءمة. الخطوة التالية: حاول مطابقة الأحاديث مع بعضكم البعض مع مراعاة طريقة تكلم كل منكم من حيث نبرة الصوت ومستواه والأسلوب اللفظي والكلمات والعبارات المستخدمة مراراً وتكراراً. استوعب حالتهم العاطفية وعبّر عنها بطريقتك وعباراتك الخاصة."
—How To Love Many In Many Ways by Engy Mohsen and Gabriel Hensche

 

قام إسماعيل فايد بتعديل النصوص في هذا المشروع. وستقوم إنجي علي بإعداد الهوية المرئية للألعاب والتمرينات، وقامت مها مؤمن أيضاً بتقديم الإرشادات والتوجيهات إلى إنجي أثناء إعداد المشروع.